الصحافة والترجمة
ضيّفت جمعية المترجمين العراقيين الاستاذ المساعد الدكتور فوزي الهنداوي في محاضرة قيمّة عن الصحافة والترجمة يوم السبت الماضي. أدار الندوة المدرس حازم مالك . وقد حضر الندوة جمع من أعضاء جمعيتنا.
أبتدأ الضيف الكريم حديثه بتقديم نبذة عن الصحافة العربية التي قال أن تأسيسها كان من نتائج الاطلاع على الصحف والمجلات الاجنبية (الجرنالات والكازيتات) أو (الورقات اليومية) كما سماها الطهطاوي في كتابه “تخليص الابريز” وغيره وتقليداً لها اضافة الى انها كانت مجالا رحبا لنشر ترجمات كثيرة لكتب علمية وأدبية . ولا يخفى ما كان للصحافة من دور في تشكيل الفكر العربي ومن تطوير عميق للغة العربية.
وأضاف الهنداوي بأن الصحافة وجدت في الموضوعات المترجمة فى مختلف الميادين العلمية والثقافية والاجتماعية والسياسية مادة خصبة لها فدأبت وما زالت تهتم بالتواصل مع ما يكتب وينشر في العالم بهدف مواكبة التطورات المعاصرة وتنوير الرأي العام باتجاهات حركة العلم والأدب والفنون وتطورها.
ثم عرّج المحاضر الضيف على دور المترجم في الصحافة مؤكدا انه بسبب عدم وجود صحفيين مهنيين أو أكاديميين مختصين بالصحافة آنذاك، ملأ الأدباء والمترجمون هذا الفراغ وأصبحوا هم على رأس الرعيل الأول من الصحفيين والمترجمين الذين يكتبون أو يترجمون اغلب مواد الصحافة – مضيفان بأن الترجمة مكنّت وسائل الإعلام ومنها الصحافة من الاطلاع على الفنون الصحفية وتقنيات كتابة الأجناس الصحفية مثل الخبر والتحقيق والتقرير والمقابلة وغير ذلك من أنواع صحفية.
بعدها تطرّق الضيف الى وظيفة الصحافة قائلا:” وإذ تعتمد الصحافة من حيث التعبير على اللغة بشكل رئيس لتحقيق وظيفتها فان مسؤولية اللغة وفق هذا تتعاظم من جراء ما تتطلبه هذه الوسيلة الإعلامية أو من حيث شروط اللغة (النص) والشروط اللغوية الواجب توفرها في المرسل (الكاتب ، المحرر، المعلق ) وكذلك ظروف المتلقي، فضلا عن أن الترجمة ساعدت وسائل الاعلام ومنها الصحافة في اطار دورها الوظيفى على صعيد اللغة في تحقيق انجازات عدة أبرزها تخليص لغة الصحافة من أساليب علقت بها، فأخذ التعبير يتحرر تدريجيا من الزخارف اللفظية كالسجع والطباق وحل بدلا من ذلك الإسلوب المرسل السهل السريع الذي يحرص على المادة الفكرية والإعلامية والتعبير عنها بشكل واضح ومتدرج مع وعي القارئ، والمتلقي، وبفضل الترجمة والتعليم انتجت لغة الصحافة اسلوبا جمع بين السلطة والجمال وسرعة الأداء والتعبير.
ثم فتح باب النقاش للحاضرين الذين شكروا الضيف المحاضر الدكتور فوزي الهنداوي على المحاضرة القيمة.
ومن بين المشاركين كان الزميل عبد السلام جاسم نوري النداوي عضو جمعيتنا والمقيم في الأردن حاليا والذي بعث لنا بمشاركة عن تجربته في هذا المحفل وعن علاقة الترجمة بالصحافة اذ ذكر بانه بالرغم من عمله لفترة طويلة في أحدى الصحف مترجما ومحررا الا أن نقابة الصحفيين امتنعت عن تزويدهم بهوية النقابة بحجة أن المترجم الصحفي لا يعتبر صحفيا لأنه ليس من يكتب المقال في حين تمنح للمحررين في الوقت الذي يقوم فيه المترجمون بأخذ الأخبار من الانترنت مثل المترجمين.
وفي نهاية المحاضرة كرّمت جمعية المترجمين العراقيين الضيف الكريم لجهوده في القاء المحاضرة.