بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. نظّمت جمعية المترجمين العراقيين حفل تكريم الفائزين في مسابقة ترجمة الشعر الثانية لعام 2018 والتي تم تخصيصها لترجمة الشعر العراقي ( الشعر الشعبي والشعر المكتوب باللغة الفصحى). وقد حضر الحفل أعضاء الهيئة الإدارية لجمعية المترجمين العراقيين وجمع غفير من أعضاء جمعيتنا العزيزة والاكاديميين والمترجمين المشاركين في المسابقة وأعضاء اللجان العلمية المشرفة على المسابقة بالاضافة الى عدد من وكالات الأخبار والفضائيات المحلية. أفتتح الحفل الدكتور قاسم ألأسدي رئيس جمعية المترجمين العراقيين بالترحيب بالضيوف الكرام وبالتعريف بمسابقة ترجمة الشعر الثانية وأهدافها وعدد المشاركين وعدد القصائد المترجمة وأبزر الشعراء العراقيين الذين تمت ترجمة أعمالهم. بعدها قدّم الدكتور الأسدي مقطع فيديو قصير استعرض فيه أهم الإنجازات التي حققتها جمعية المترجمين العراقيين بهيئتها الإدارية الحالية في فترة لا تتجاوز 42 أسبوع أهمها تنظيم 27 ندوة ثقافية ومسابقتين في ترجمة الشعر و6 دورات في الترجمة القانونية ودورة في الترجمة التعاقبية وندوة مشتركة في جامعة الكوفة وثلاث حفلات استذكار وحفلات تكريم المترجمين والاحتفاء بيوم الترجمة العالمي مع بيت الحكمة بالاضافة الى افتتاح فرع جمعية المترجمين العراقيين في النجف الاشرف ولقاء أعضاء الهيئتين الادارية والعامة في محافظة البصرة. ومن ثم أنتقل الدكتور قاسم الأسدي للحديث عن الشعر وترجمته وأمكانية واستحالة ترجمة الشعر والأهداف التي تروم هذه المسابقة تحقيقها. وأستهل الأسدي حديثه باقتباس رأي الجاحظ عن ترجمة الشعر الذي يقول بأن ” الشعر لا يُستطاع أن يترجم، ولا يجوز عليه النقل، ومتى حُوِّل تقطَّع نظمُه، وبطَل وزنُه، وذهب حُسنه، وسقط موضع التعجب. ويضيف: “إن الترجمان لا يؤدِّي أبدًا ما قاله الحكيم على خصائص معانيه، وحقائق مذاهبه، ودقائق اختصاراته، وخفيات حدوده، ولا يقدر أن يوفيها حقوقها، ويؤدي الأمانة فيها، وكيف يقدر على أدائها، وتسليم معانيها، والإخبار عنها على حقِّها وصدقها، إلا أن يكون في العلم بمعانيها، واستعمال تصاريف ألفاظها، وتأويلات مخارجها – مثلَ مؤلف الكتاب وواضعه؟”. وبعد الجاحظ استعرض الدكتور الأسدي آراء عدد من النقاّد والمترجمين حول أمكانية ترجمة الشعر واستحالة ترجمته. وقال الأسدي بأنه- وفقا لروبرت فروست (Robert Frost)- فإن الصورة التي ترسمها القصيدة تبدأ بفرحة وتنتهي بحكمة. وهذا ما يجب أن يعرفه أي مترجم لكي يعترف بالفضيلة الحقيقية للعمل الذي يتعامل معه. وغالبا ما يُشار إلى الترجمة على أساس أنها فن. وبالتالي فإن مهمة المترجم هي خلق فن من الفن مع الحفاظ على القيمة الجمالية للعمل. واستطرد الأسدي قائلا بأن روبرت فروست وصف الشعر بأنه ما يضيع في الترجمة. وقد كان يعني أنه من المستحيل أن ننقل من لغة إلى أخرى السمات الخاصة للقصيدة كالصوت والإيقاع، وتراكيب ودلالات بحرها. وأضاف الدكتور قاسم ألأسدي بأن بعض النقاد يرون بأن المترجمين في ترجمتهم للقصائد يقومون بخيانة الشعراء ، رغم أن الاستاذ الشاعر والناقد والمعماري د. هاشم الموسوي– الذي كان حاضرا بين الجهور – يسمي ترجمة الشعر بـ ” الخيانة الجميلة” – وبأنهم ويحولون الترجمة إلى شيء قد يكون مشابها في أحسن الأحوال، ولكنه دائما يشوه العمل الأصلي. ومع ذلك، لم يمنع هذا الرأي المترجمين من الاستمرار في هذا العمل الصعب، والهام أيضا والذي اجتمعنا من أجله هذا اليوم. ثم أنتقل الاسدي الى جون درايدن (John Dryden) الذي بيّن في مقاله “أنواع الترجمة الثلاثة” (The Three Types of Translation) أنه على المترجمين النظر في القصيدة وفي فكر مؤلفها وكلماته وإيجاد نظيراتها في لغة أخرى، رغم تقييّدهم بنطاق الأبيات، وعبودية القافية- ويضيف أيضا، أن مترجم الشعر يجب أن يكون متحكما في كل من لغة المؤلف ولغته”. فيما تطرّق المتحدث الى الشاعر والناقد والمترجم الأميركي عزرا باوند الذي يقول بأن هناك نوعان من الترجمة الشعرية، أحدها ينقل فكر المؤلف مباشرة، والثاني، يقوم على النص الأصلي، ولكن تتخلله روح جديدة. وبالتأكيد، إذا نجحت الترجمة في تقديم كل من الشكل والمحتوى، فستعتبر ترجمة ناجحة. وأقتبس الدكتور الأسدي رأي رومان جاكوبسون (Roman Jakobson) في مقاله “على الجوانب اللغوية للترجمة الذي يقول فيه ” أن الشعر غير قابل للترجمة، وأن الممكن فقط هو النقل الإبداعي. بعدها أشار الدكتور قاسم الأسدي الى حديث جمعه والشاعر الأكاديمي هيثم الزبيدي حول موضوعة ترجمة الشعرالشعبي وشددّ فيه الاخيرعلى أن المترجم لا يمكنه التعامل مع الشعر الشعبي العراقي اذا لم يمتلك ” الحسجة” – أي الذائقة والتذوق وفهم المفردة والاحاطة الكاملة بالبيئة والصور الشعرية والتعابير والاصطلاحات وغيرها من الجوانب الفنية للقصيدة الشعبية.” وأضاف الاسدي بأنه يجب على المترجم أن يترجم بنفحة اسلوبية وجدانية يغذّيها بمفرداته وتراكيبه الابداعية حتى ينتج لنا قصيدة هجينة بين الأصل وترجمته المحقونة بروح الشعر واختتم الأسدي قائلا: ورغم هذه الاراء، و بوجود الأمثلة الحية لترجمات الشعر الناجحة، لا يمكننا أبدا أن ندعي أن الشعر غير قابل للترجمة. وها نحن اليوم قد وضعنا مترجمينا أمام تحد كبير – وحركّنا الذائقة لدى البعض ، ووضعنا الاساس لآن يمتلك آخرون ” الحسجة” – فحاول من حاول منهم ، وأجتهد من أجتهد وبذلوا جهدا يستحقون الثناء والمديح عليه ، ومنهم من نجح وآخرون وضعوا أقدامهم على الطريق الصحيح – وبأذن الله سنستمر معكم الى أن نحقق الاهداف المرجوة والمتوخاة من مسابقة ترجمة الشعر – الا وهي اعداد مترجمي شعر على درجة عالية من الاحترافية والذائقة الشعرية ليتمكنوا من نقل الحكم والمواعظ والقيم التي يزخر بها الشعر العراقي ” فصيحه وشعبيه” الى العالم – ولنثبت بأننا حينما نقول بأن العراق هو مهد الحضارات وأول من علّم البشرية فاننا لانقول هذا من فراغ – بل أن قولنا هذا مبني على حقائق واضحة وثابتة. بعدها بدأ حفل تكريم الفائزين بمسابقة ترجمة الشعر الثانية وشارك في منح الشهادات التقديرية والهدايا الرمزية أعضاء الهيئة كل من الدكتور محمد إسماعيل شبيب والدكتور علي ألاعرجي والدكتور سعد فاضل فرج والدكتور منذر ملا كاظم والأستاذ ربيع عامر صالح والأستاذ كاظم عبد الحسن. كما تخلل الحفل القائ قصائد شعر شعبي للشاعر الشاب علي كاظم. ثم كرّمت جمعية المترجمين العراقيين أعضاء اللجان العلمية المشرفة على تقويم القصائد المشاركة عرفانا بجهودهم الكبيرة. في أدناه القصائد الفائزة : • جائزة الشرف : أ- ا.متمرس الدكتور عبد الواحد محمد ب- الأستاذ الدكتور هاشم الموسوي ت- الأستاذ المساعد الدكتور سعد الحسني القصائد الفائزة عن اللغة الإنكليزية: 1- – زينب عبد اللطيف دعوة الى الأحلام نازك الملائكة 2- – محمد عبد الرسول مرثية قبل الأوان بلند الحيدري 3- – حسين ناصر العبادي بالوعة أسمها الحرب فليحة حسن جائزة أصغر مشارك في المسابقة الشعرية الطالب علي رحمن هاشم/ كلية اللغات/ قسم اللغة الإنكليزية – المرحلة الرابعة. القصائد الفائزة عن اللغة الألمانية 1- – ليلى جهاد لو أنبأني العرّاف لميعة عباس عمارة 2- – علي نجاح الجثة 3- – ياسر بشير و علي سلمان صادق هل ترانا لمهدي الكاظمي و حبيب الشعب أحمد مطر 4- جائزة للمشاركين من خارج العراق – زميلتان شاركتا من خارج العراق (من سوريا ) الفائزة بالجائزة الأولى 1- عبير صالح أبو نقطة أنشودة المطر بدر شاكر السياب 2- حنان زرّوف ويبقى لنا البحر نازك الملائكة القصائد الفائزة عن اللغة الفارسية 1- – خالد حفظي متى فيّ رافديك 2- – بنان حسن السعيد منذ ذاك المطر 3- – نضال جميل عبد الوهاب البياتي القصائد الفائزة عن اللغة الروسية 1- – فاديم صبري جيكور أمي السياب 2- – أحمد ياسين عباس الخائنة إيهاب المالكي 3- القصائد الفائزة عن اللغة الفرنسية 1- – محمد عبد الرسول مرثية لا قيمة لها نازك الملائكة 2- – 1- القصائد الفائزة عن اللغة الاسبانية 1- حسين نهابة امي رغيف وجع حسين نهابة 2- ليلى فاضل الشبكة عائشة الياسري القصائد الفائزة عن اللغة الإيطالية. 1- وليد خلف محمد عيناك معجزتان نوفل أبو رغيف جائزة الترجمة الآنيقة زيد القريشي السوادي ناجيا بكبائرة أجود مجبل جائزة القصيدة التي ينطبق عليها جزء من شروط المسابقة في الدعوة لوحدة الوطن والشعب و الاعتزاز بالوطن). م.د. منال عدنان سعدون – دللول – كريم العراقي وقد أختتم الحفل بمداخلات وآراء المشاركين القيمّة والتي سيتم توظيفها في مسابقة ترجمة الشعر الثالثة التي ستنطلق في الربع الأول من هذا العام.
حفل تكريم الفائزين في مسابقة ترجمة الشعر الثانية 2018
- Post published:يناير 10, 2019
- Post category:اخبار الجمعية