You are currently viewing مذاهب الأدب الغربي في فرنسا

مذاهب الأدب الغربي في فرنسا

ندوة عن مذاهب الأدب الغربي في فرنسا

ضيّفت جمعية المترجمين العراقيين يوم السبت الماضي 31-03-2018 السيد عباس الكعبي – عضو جمعيتنا لتقديم محاضرة بعنوان مذاهب الأدب الغربي في فرنسا. أدار الندوة الأستاذ الدكتور رياض خليل. 
بدأ المحاضر الضيف الندوة بتعريف المذاهب الأدبية التي قال بأنها ” حالات نفسية عامة ولدتها حوادث التاريخ وملابسات الحياة في العصور المختلفة وتعكس روح العصر”. بعدها أنتقل السيد عباس الكعبي الى تقديم نبذة عن أهم خصائص الكلاسيكية وهي:

1. العقل هو الذي يقود القلب والخيال ويكبح جماحهما.
2. الالتزام بمحاكاة القدامى وبقواعدهم واصولهم ويقتبسون موضوعاتهم من التاريخ القديم.
3. التركيز على البطولة 
4. الحرص على جودة الصياغة اللغوية وفصاحة التعبير..

ثم عرّج الكعبي على تسليط الضوء على الرومانسية التي قال أن من بين خصائصها بروز الذاتية في الأعمال الأدبية واتخاذ الطبيعة مادة خام لأعمال الكتاب الرومانسيين والهروب اليها ومن ثم تقديم الخيال على العقل وتقديس العاطفة فضلا عن القلق والحزن والتشاؤم والتفاؤل. 
بعد ذلك قدم الضيف نبذة عن نشأة الواقعية التي قال أنها نشأت في النصف الثاني من القرن (19) تحت تأثير الحركة العملية والفلسفية. وأضاف بأن الواقعيين عملوا على تشخيص الآفات الاجتماعية وتصوير الطبقة الدنيا وبالغو في ذلك حتى أتسم ادبهم بطابع تشاؤمي ومسحة سوداوية. 
وعن أهم الكتاب الواقعيين قال الكعبي أن رائدهم هو بلزاك (1799-1850) صاحب موسوعة (الكوميديا البشرية) المؤلفة من 150 قصة. ثم غوستاف فلوبير (1821-1880) صاحب رواية مدام بوفاري. 
وكان للضيف مرورا على البرناسية التي قال أنها ظهرت في النصف الثاني من القرن (19) 1870 في فرنسا كردة فعل معارضة للرومانسية وبأن مؤسسها هو تيوفيل غوتيه 1811-1872 ولوكونت دو ليل 1818-1894 ، شعارها هو الفن للفن – فالفن غاية بحد ذاتها وليس وسيلة للتعبير عن ذات الفنان او المشاكل الاجتماعية وغيرها فضلا عن أنهم اهتموا بالشكل في الشعر والنواحي الجمالية.
وتطرق السيد عباس الكعبي الى الحركة الرمزية التي قال بانها حركة ادبية ظهرت في النصف الثاني من القرن (19).. اعتمدت الحركة الرمز كلغة والموسيقى ايقاع والجمال غاية.. الرائد الاول للمدرسة هو شارل بودلير 1821 -1867 صاحب ديوان ازهار الشر.. اما المنظر الحقيقي للرمزية في الشعر فهو مالارميه .. ومن اعمدتها فرلين الذي كسر قواعد الشعر المألوفة الى نوع جديد هو الشعر الحر. كما تحدث الضيف عن أهم خصائص الرمزية التي ذكر منها: 
الواقع هو قناع لستر الحقيقة
الايحاء،
الاهتمام بالموسيقى وتحرير الشعر من الأوزان، 
المزج بين الحواس واعتبار الألوان وسيلة للتعبير مع كثرة الغموض.

وانتقل بنا السيد الكعبي الى الدادائية التي عرفّها بأنه حركة أدبية نشأت في عام 1915 أثناء الحرب العالمية الأولى و قوامها السخط والاحتجاج على العصر والرفض والتهديم لكل ما هو متعارف عليه من النظم والقواعد والقوانين والفلسفات والعلوم والمؤسسات… اعتبرها النقاد حركة عدمية وانتهت عام 1923 – وأن من أبرز دعاتها هو الكاتب الرومانسي تريستيان تزارا. وذكر الضيف بأن أسباب ظهور الدادائية هي اخفاق حضارة القرن العشرين في جلب السعادة والسلام لبني البشر. 
واختتم السيد الكعبي محاضرته بالحديث عن السريالية والمذهب السريالي الذي قال بأنه يرتبط المذهب السريالي (1924) في الأدب بـ”فرويد” الذي قسم حياة الإنسان النفسية إلى “الشعور” و” اللاشعور” في نظريته الغريزية، وفرق “فرويد” بين الإدراك العقلي والشعور والانفعال.. السريالية تعتبر اللاشعور هو مصدر تغذيتها بما يحوي عليه من كبت في مراحل نمو الفرد المختلفة حيث يرى السرياليون “أن التعبير الفني مرتبط باللاشعور أكثر من ارتباطه بالشعور”.

ثم فتح باب النقاش للحاضرين الذين أغنوا المحاضرة بمداخلاتهم القيمة. بعدها كرّمت جمعية المترجمين العراقيين المحاضر الضيف بدرع الجمعية وبشهادة تقديرية قدمّهما مشكورا الدكتور فلاح عبد الحسن نيابة عن السيد رئيس الجمعية الدكتور قاسم الأسدي تثمينا لجهود السيد عباس الكعبي في الاشتراك في الموسم الثقافي للجمعية. 
وهذه الندوة هي الندوة الأخيرة في الموسم الثقافي الأول لجمعيتنا الذي استمر للفترة من كانون الأول 2017- آذار 2018.

وسيبدأ الموسم الثقافي الثاني باذن الله في يوم السبت القابل.