اصبوحة شعرية بصرية في جمعية المترجمين العراقيين

بسم الله الرحمن الرحيم

اصبوحة شعرية بصريّة في جمعية المترجمين العراقيين

ضمن فعاليات ملتقى الدكتور عناد غزوان الثقافي نظّمت جمعية المترجمين العراقيين يوم أمس اصبوحة شعرية ضيفّت فيها الشاعر والأديب والمعماري عضو جمعيتنا الأستاذ الدكتور هاشم عبود الموسوي يرافقه الملحن العراقي البصري طارق شعبان. أدار الجلسة الدكتور قاسم الأسدي رئيس الجمعية.
 افتتحت الجلسة بكملة القاها الدكتور الأسدي – نيابة عن الموسوي- للتعريف بصاحب الملتقى الدكتور عناد غزوان إسماعيل سلطّ فيها الموسوي الضوء على دور غزوان الترجمي والثقافي والأدبي لا سيما وأنه ترأس جمعية المترجمين العراقيين وأيضا أتحاد الادباء في العراق. كما أشار الضيف الى أن عناد غزوان لم يكن ناقدا أدبيا وترجميا فحسب بل كان ناقدا معماريا وترأس الكثير من لجان مناقشات طلبة الدراسات العليا في تخصص الهندسة المعمارية. 
 بعدها قام الأسدي بتقديم الضيفين الكريمين الى السادة الحضور- فالضيف الأول – د. هاشم الموسوي- هو أحد الأعضاء المؤسسين لجمعيتنا العزيزة باللغتين الألمانية والإنكليزية – فضلا عن كونه أكاديمي وشاعر وأديب ودرّس العمارة والهندسة المدنية لأكثر من ثلاثين عام في جامعات عراقية وعربية. كما أن له من المؤلفات الاكاديمية قرابة 35 مؤلف ما بين الأعمال الشعرية والمؤلفات والترجمات. 
 أما ضيفنا الثاني فهو الملحن والموسيقار العراقي البصري طارق شعبان – أستاذ في معهد الفنون الجميلة وله الكثير من المؤلفات الموسيقية ولحّن الى كبار المطربين العراقيين من أمثال رياض أحمد وياس خضر وحسين نعمة وغيرهم. . 
 تخللّ الاصبوحة قراءات شعرية متنوعة لقصائد عن الغربة والحنين والألم والعشق للبلد والمدينة والمحبوبة والزوجة بصحبة عود العازف العراقي البصري والملحن طارق شعبان. كما قدمّت مقطوعات موسيقية عالمية تبعها نقد موسيقي قدمّه الفنان طارق شعبان. 
 كما قدّم طارق شعبان أغنيات بصوته استجابة لطلب الحاضرين منها الاغنية الفلكلورية البصرية ” يابو بلم عشّاري” – مذكراّ الحاضرين كيف أن البصرة – وهي رئة العراق – كانت تفخر بكونها أم الأنهار وفينيسيا الشرق – وواحدة من أجمل مدن العالم – لكنها لم تعد كذلك – الأمر الذي دفع الموسوي هاشم بأن يكتب قصيدة ” مدينة فقدت أحلام يقظتها” وهي القصيدة التي كتبها بعد عودته الى البصرة التي غادرها منذ أكثر من نصف قرن ليعود ويراها بحال لا يشبه كما كانت عليه: 
أما كنتِ شراعا يرصد الدنيا..
على قربٍ من البعدِ ؟
أما كنتِ عروس البرِ والبحرِ ؟
أما كنت صباح اللهِ ..
في فجر السلالاتِ ؟
وكنتِ نشأة التكوين ْ
وكنتِ خطوة البدءِ ..
وكنتِ البرعم الأخضرْ
وأصداءا من النارِ
وسر العالم المكتوبِ ..
 في سفرٍ على الرملِ

ومن ثم يستطرد الموسوي ويقول:

وقدْ صرتِ ..
وشاحا من أنين الناسْ
يواسي المأتم الناعي
على أنهاركِ العطشى
أغاض الماءُ عن جيكورْ
صبايا جذوة العمرِ؟
ويا خورهْ *
ويا عشارُ *..
يا خندقْ *
فكم أبّنتُ أنهاراً
لها ماضٍ
لها رونقْ
 فعذراً بصرة الأحزان

النخلة هي الآخرى كان لها ذكر في جلستنا البصريّة. اذ تحدث الموسوي بألم عمّا لحق بالنخلة – وهي رمز البصرة والعراق- من حيف وظلم جرّاء سنين عجاف:

مزّقــتِ قلْبي
واستبحــتِ حشاشتي
حين ارتميت على رملٍ
ليقتلك الحنيــن
أو تعرفين الحزن مثلي؟
أنا قد سئمت من اليقيـنْ
بأننا يوماً سيجمعنا الزمان
ونستحي ممـا
يمر من السنينْ
وقِيلَ لــي
إذا هززت بجذع نخلةْ
ورأيتها تهوي عليك؟
مجنونةً في حُبّها
لاهثةً أنفاسها
ظامئةً شفاهها
تحلم في ملحٍ وماءْ
تعضّ في أسنانهـا
تلتهم التــرابْ
تبحث عن نداوة الأرض التي..
كانت تصاعدها الجــذور
 ليعود الى الوراء ويصف علاقتهم بالنخل أيام زمان:

قلْ يا أحبّةُ.. إننــا..
كُنّا أحبــــهْ
ولم نـــــزلْ
نُسدي الوفاء لنخلةٍ
بظلالها نلهو.. ونلعب في سرورْ
ونعدُّ بالنجمات في ليلِ الهـوى
من بين سعفاتٍ
تطل قطوفهـا
أنداء كاهنــةٍ
تَرَوْنَقَ حُسنهـا
واليوم تجثو في صلاةْ
لربها تشكــــو..
وتشهق بالبكـــاءْ
حدَّ الرثــاءْ
رُحماك يا ربّي
إذا جـفّ الضميـرْ
ولم تعـد في الأرضِ
سعفاتُ نخيــلٍ
راقصاتٍ في حبور
أدركت أن الأرضَ..
قد ماتتْ
 وأثقلها الشــرور

قصائد برفقة العود- مقاطع موسيقية – نقد موسيقي وشعري- قصائد مغناة بصوت والحان طارق شعبان – وصولا الى مسك الختام ورائعة الموسوي ” عيناك” التي لحنّها وغنّاها طارق شعبان: 
عيناك مُذ بَسمت في صُبح مرآتي
تبَسَّمَ الكونُ عن أحلى خيالاتي
صحوتُ نشواناً على شدوٍ يُداعبني
ويُنشدُ الطيرُ في صحوِ السماواتِ
من رَفّةِ الرمشِ صِغتُ الشعر أغنيةً
يا روعة الشعر مجنونَ الحكاياتِ
هو إبتسام عيونٍ صِرتُ أعبدها
فأشرق الحلمُ في شعري وأبياتيفي نهاية الجلسة فتح باب النقاش للجمهور الذين أثنوا على هذه الخطوة الرائعة لجمعية المترجمين العراقيين في استضافة عملاقين في جلسة عدوّها استثنائية في متعتها وفائدتها. 
وسيتم رفع التسجيل الكامل للأصبوحة البصرية على قناة جمعية المترجمين العراقيين على اليوتيوب.