الاستاذ المساعد الدكتور عمار حسين صادق الخالصي في محاضرة قيمة بعنوان ” المعاني الدلالية والتفسير للبسملة في القرآن الكريم في ترجمتها من أللغة العربية إلى الروسية

بسم الله الرحمن الرحيم 
ضمن فقرات موسمها الثقافي الثاني ، ضّيفت جمعيتنا يوم السبت 10-11-20188 الاستاذ المساعد الدكتور عمار حسين صادق الخالصي في محاضرة قيمة بعنوان ” المعاني الدلالية والتفسير للبسملة في القرآن الكريم
في ترجمتها من أللغة العربية إلى الروسية
بين المستشرقين إيڤان يوريڤيج كراجكوڤسكي و إيمان فاليريا بروخورڤا
 أدار الندوة الاستاذ المساعد الدكتور علي الأعرجي عضو الهيئة الادارية.

أستهل الدكتور المحاصر حديثه بتوضيح هدف الدراسة الذي قال أنه يهدف الى دراسة المعاني الدلالية لمفردات البسملة في المصادر العربية كلغة أمٍ وآلية نقل شروحات هذه المعاني الدلالية إلى أللغة الروسية بما يتوافق مع أقرب صيغة مفهومة بالنسبة للعقلية الروسية ومنطقيتة مع المفهوم العقائدي الروسي بما لايضيع معناه ومفهومه بالنسبة للنص العربي الأصلي. 
 وعن أهمية الدراسة قال أنها أهميتها تكمن في تبيان الإعجاز القرآني للبسملة في حالة نقل تفسير معانيها الدلالية إلى أللغة الروسية.ثم أنتقل الدكتور الخالصي لمناقشة – بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ, موضحا بأن (بسم أللهِ) عُبِر عنها Во имя Аллаха»». حيث تستخدم Во»» في هذه الحالة لسهولة أللفظ مع أول حرف «и» من كلمة إسم «имя» وهي في أللغة الروسية: كلمة ذات جنس محايد, أي ترمز إلى جماد وهي ذات نهاية شاذة أي تأخذ إحدى نهايات الإسم المؤنث (-а, -я, -ь), وليس النهاية القياسية لجنس الإسم المحايد (-о, -е). وأصل هذه الكلمة, كما يؤكد فون ماكس ڤاسمير, معد معجم أصل الكلمات الروسية فهي «كلمة لاتينية أو إغريقية قديمة وليست كلمة روسية اصيلة, ومعناها مصطلح يختص بتكوين القرابة» [Фасмер…2003 (2), с.129-130].
أما لفظ الجلالة (ألله = Аллах), فهو ف أللغة الروسية: لفظ أو معنى لفظ (ألَرَب = Бог) في الإسلام,– هي كلمة تستخدم للدلالة على البيئة الثقافية للمجتمع الذي تستخدم فيه وبما تسمى إصطلاحاً (экзотизмы), أنظر المصدر وغيره من المصادر:[Крысин 2002, с, 47] . 
وقد جاء التركيب أللغوي في أللغة العربية (بِسْمِ اللَّهِ) بحالة الجار والمجرور (بِسْمِ) ولفظ الجلالة في حالة الإضافة (اللَّهِ), لكن سياق الجملة في أللغة الروسية هو حالة الإضافة, حيث عبر عنها (Во имя Аллаха) – حيث تمت إضافة الحرف -а)) كلاحقة للدلالة على حالة الإضافة للإسم المذكر الحي في أللغة الروسية. 
ولقد كانت الجملة في حالة الإضافة (Во имя Аллаха) مطابقة للعقيدة المعتنقة في روسيا منذ القدم للديانة المسيحية على مذهب السيرانية الأرثوذوكسية الخاصة بالثالوث والعائدة لكنيسة المشرق وهي لفظة (بإسم الرب) (Во имя Бога) =, حيث نلاحظ أيضاً إضافة الحرف -а)) كلاحقة للدلالة على حالة الإضافة للإسم المذكر الحي. 
وعرّج الدكتور الضيف الى تبيان إِن الصفة الإلهية (الرَّحْمَنِ), «تدل على الرحمة الكثيرة المفاضة على على المؤمن والكافروهو الرحمة العامة» [الطباطبائي2010(1), ص.16].وقد ترجمها ميخائيل كاراجكوڤسكي (мúлостивого) وهي صفة بحالة الإضافة كما في أللاحقة ого)-) الدالة على الصفة المذكرة المفردة, « мúлостивый صفة قديمة في أللغة الروسية ومعناها المُظِهر للرحمة», كما في المصدر السابق: 
c. 209]. [Словарь…1999 (2),
ثم أنتقل الى المترجمة إيمان فاليريا بروخورڤا التي قال بأنها إستخدمت الصفة المركبة Всéмúлостивого) ) – وهذه من خواص أللغة الروسية حيث يمكن دمج صفتين أو أكثر لتركيب صفة ذات معنى إضافي تتكون من جذرين أو ثلاثة وحسب عدد جذور الكلمات الداخلة في تركيبها. حيث أن Всéмúлостивого) ) تحمل معنى دلالياً اوسع من (мúлостивого), بدلالة: (Всéмúлостивого) – «وهو الذي يظهر الرحمة بسخاء أو بكرم وهي من سجايا القيصروكذلك إنسحب من هذا المعنى إلى مايميز سجايا الرب», راجع المصدر: 
c. 269]. [Словарь…1999 (1),
ترجمت الصفة الإلهية (الرَّحِيمِ) لدى الإثنين من الصفة المركبة (Милосердного),– «وهي المُظهِر للشفقة» كذلك المصدر أعلاه: c. 269]..[Словарь…1999 (1) أما في النص الاصلي فإن «الرَّحِيمِ يدل على النعمة الدائمة والرحمة الثابتة الباقية التي على المؤمن حصراً» [الطباطبائي2010 (1), ص.16].
وهكذا, فقد نقلت المعاني الدلالية لتفسير( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ): عند إيڤان يوريڤيج كراجكوڤسكي (Во имя Аллаха мúлостивого мúлостивого!), وعند إيمان فاليريا بروخورڤا (Во имя
Аллаха Всемилостивого и Милосердного!). 
وفي الختام ، توصل المحاضر الى إيمان فاليريا بروخورڤا أختارت الصفة الإلهية (الرَّحْمَنِ) بما قابلها في الروسية معطيةً بذلك بعدأ فكريا اوسع, إضافة إلى كتابة جميع الصفات الإلهية بحروف كبيرة دلالة على إسم العلم حتى وإن كانت صفة إضافة إلى كتابة الحرف (и) بمعنى (و) (الرَّحِيمِ) دلالة على التأكيد, بمعنى ألله الرحمن بالخلائق وهو الرحيم بالمؤمنين خاصة. إضافةً إلى ذلك فقد إستخدمت اسلوب التعداد بالإسماء والصفات باللغة الروسة بالحرف (и) بمعنى (و) كما اشرنا أعلاه – ولم تنقل الصيغة الأصلية كما هي (الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ).
وأضاف الضيف بأن هذا الإحساس بروحية النص وفره وجود المراجع أللغوي كحامل وطني للغة النص الأصلي ,حيث نُظِرَ إلى القرآن الكريم ككتاب مقدس لديانة سماوية. بينما إنعدم وجود هذا المراجع بالنسبة للحالة الأولى بسبب تغيير الوقت والظرف السياسي والإجتماعي, وعندما نُظِرَ إلى القرآن الكريم بصورة عامة كنص أدبي ذو مستوى رفيع جداً. وتعد هذه الظروف والحالات أيضاً عواملاً غير لغوية –Extra linguistics factors – مؤثرة في عملية الترجمة, تدرج في دراسة أللغة من منظور مايطلق علية إصطلاحاً بعلم أللغة الإجتماعي – linguistics Social, وحتى لانبخس الناس أشياءهم.