الروائي الإسباني جوردي بيرداغير فيلا سيفيل في ضيافة جمعية المترجمين العراقيين في أمسية رائعة ضمن فعاليات منتدى عناد غزوان الثقافي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ضيّفت جمعية المترجمين العراقيين في الساعة الخامسة عصر يوم أمس الثلاثاء الروائي الإسباني جوردي بيرداغير فيلا سيفيل للحديث عن تجربته في كتابة الرواية. حضر الأمسية التي أدارها الدكتور قاسم الأسدي رئيس الجمعية والدكتور رياض مهدي جاسم استاذ اللغة والادب الاسباني في جامعة بغداد حضرها جمع من أعضاء الهيئة العامة. افتتح الأسدي الأمسية بعرضٍ تقديمي عن سيرة حياة الكاتب الاسباني جوردي سيفيل- وهو محام ممارس من برشلونة حيث درس القانون في جامعتها- مستعرضاً أهم محطات حياته. وذكر الأسدي بأن جوردي حصل على درجة الدكتوراه باللغة العربية وآدابها من جامعة دمشق التي كان يدرّس اللغة الاسبانية فيها. ثم تطرق الدكتور الاسدي الى أهم رواياته ( أزهار غرناطة – و ذكريات من مانيلا و مدينة الكاثدرائيات الثلاث ) التي برع فيها الكاتب في خلط الواقع بالخيال للحفاظ على السرد الروائي والتي ترشحت للعديد من الجوائز الأدبية. ثم بدأ الكاتب جوردي بالحديث عن تجربته الروائية قائلاً بأنه تأثر بالأدب العربي في أثناء دراسته في تخصص الادب والادب المقارن. وقال جوردي بأن العرب لعبوا دوراً كبيراً في فترة التنوير التي شهدتها أوربا – فلولا العرب الذين نقلوا العلوم والآداب والشعر والفنون الى اسبانيا – لما تمكنت أوربا- التي كانت قابعة في الظلام- من النهوض والخروج للضوء. فقد نهلت أوربا العلوم من إسبانيا التي شهدت نهضة ادبية وعلمية وفنية كبيرة إبان حكم العرب فيها. ثم تطرق قائلاً بأن سبب هزيمة المسلمين في إسبانيا يتمثل في صراع المسلمين فيما بنيهم وليس مع طرف آخر – متمثلاً بصراع أبي عبد الله مع إبنه في غرناطة. وعن روايته ” أزهار غرناطة” ذكر بأنه الرواية تظهر وكأنها رواية تاريخية لكن محورها هو الحب والبحث عن الذات- حب الإله وحب الانسان والبحث عن الذات. وأضاف بأن الشبان الثلاث- أبطال الرواية وهم من ديانات مختلفة- يبدأون رحلة البحث عن كنز – وفي الحقيقة أن هذا الكنز هو رمز للذات – فبعد رحلة البحث عن الكنز يتمكن كل واحد منهم من إيجاد ذاته وهذه هي الرسالة. ويذكر الكاتب في مقدمة الرسالة بأنه كتب الرواية بعد تعلقه بفتاة أرمنية في دمشق أحبها حبا كبيراً. وعن أهم الآداب التي تأثر بها قال جوردي بأنه تأثر كثيراً بالأدب الروسي الذي هو في واقع الأمر من أعمق الآداب التي تبحث في الذات الإنسانية وتتحدث عن الانسان. وأضاف أن رواية البعث لتولستوي قد أثرت فيه كثيراً. وفي سؤال عن دور الادب العربي وتأثيره في الأدب الاسباني، قال جوردي بأننا في إسبانيا متأثرون جدا بالادب العربي وحتى أن أهم أعمالنا – اشارة الى دون كيخوت التي كتبها ثربانتس- بحسب قول جوردي – ان كاتبها بالاصل عربي أندلسي وهو سيدي حامد بن الجيلي و ماقام به ثربانتس هو ترجمتها الى الاسبانية فقط. ثم فتح باب المداخلات للحاضرين الذين أغنوا الأمسية بمداخلاتهم وطروحاتهم. وفي نهاية الامسية منحت جمعيتنا شهادة تقديرية ودرع الامتياز للكاتب جودري بيرغادير فيلا سيفيل على جهوده الكبيرة ودوره في إغناء الإرث الانساني الأدبي.