حفل تكريم الفائزين بمسابقة ترجمة الشعر والقصة القصيرة وخريجي دوارت الترجمة
نظمت جمعية المترجمين العراقيين هذا اليوم السبت حفلاً مركزياً جرى خلاله تكريم الفائزين بمسابقة ترجمة الشعر والقصة القصيرة وكذلك المشاركين في دورات الترجمة التطويرية التي نظمتها جمعيتنا باللغات الحية الرئيسة. حضر الحفل أعضاء الهيئة الإدارية لجمعية المترجمين العراقيين والسادة المحكميّن الذي أشرفوا على تقويم النتاجات المشاركة فضلا عن ضيوف آخرون. أدار الحفل الدكتور قاسم الأسدي رئيس جمعية المترجمين العراقيين. في بداية الحفل أعرب الدكتور عن شكره للمشاركين في مسابقة ترجمة الشعر والقصة القصيرة وكذلك المشاركين في دورات الترجمة – وتمنى لهم المزيد من النجاح والازدهار في مسيرتهم العلمية الترجمية. بدأ الحفل بعرض فلم وثائقي بعنوان ” مقاهي بغداد الأدبية” تناول دور المقاهي البغدادية في تعزيز الواقع الأدبي في بغداد في حقبة الخمسينيات والستينيات وصولاً إلى وقتنا الحاضر. ثم تطرق الاسدي الى ترجمة الشعر وتحدث عن أهم التحديات التي يواجهها المترجم في تصديه لترجمة القصائد – واستشهد بأقوال الشعراء والمفكرين حول هذا الموضوع: يقول الجاحظ في كتابه “الحيوان”: “وفضيلة الشعر مقصورة على العرب، وعلى من تكلّم بلسان العرب، والشعر لا يستطاع أن يترجم، ولا يجوز عليه النقل، ومتى حوّل تقطّع نظمه وبطل وزنه وذهب حسنه وسقط موضع التعجّب لا كالكلام المنثور” (الحيوان) وعن تعريف الشعر استشهد الاسدي بمجموعة من الشعراء وهم : • إدغار ألن بو: “أود أن أعرّف ، باختصار ، الشعر على أنه الخلق الإيقاعي للجمال”. • • ويليام وردزورث: “لقد قلت أن الشعر هو فيض عفوي للمشاعر القوية”. • • ويليام هازليت: “الشعر هو كل ما يستحق التذكر في الحياة”. • • شيلي: “الشعر حقًا شيء إلهي. إنه مركز المعرفة ومحيطها في آن واحد. • ت.س.إليوت: “الشعر ليس تحررًا للعاطفة ، بل هروبًا من العاطفة. إنه ليس تعبيرا عن الشخصية ، بل هو هروب من الشخصية. • • • روبرت فروست: “الشعر هو ما يضيع في الترجمة”.• جون درايدن ، 1683 • “لا يوجد إنسان قادر على ترجمة الشعر ، فإلى جانب الشاعر العبقري في فن الشعر، لا يكون المترجم بارعًا في لغة مؤلف الشعر ولغته هو. ولكي يكون مترجما جيدا ، يجب أن يكون شاعرا جيدا”. وعن أهم استراتيجيات الترجمة اقتبس الدكتور الاسدي ما جاءت به الناقدة مارغريت يورسينار عن أنواع ترجمة الشعر: مارغريت يورسنار: Marguerite Yourcenar• • ميّزت بين نوعين من ترجمة الشعر:• أ- الترجمة الأكاديمية أو الجامعية: التي يقوم بها الطلبة أو الأساتذة أو الباحثون لأغراض تعليمية وأكاديمية. ويبذلون قصارى جهدهم للإتيان بالمعنى الدقيق للقصائد الأجنبية، تماماً كما يفعل علماء اللغة في تحقيق المخطوطات القديمة، أو علماء التاريخ إزاء نصوص هيروغليفية أو مسمارية.• ب- الترجمة الجمالية: وهي ترجمة ينحصر هدفها في توفير متعة جمالية. وتتوجّه إلى قارئ يبحث عن التعرف على نوع آخر من فنون الشعر، ينتمي لشعب آخر أو لحقبة أخرى.• ولا بدّ هنا أن تختلف الترجمة حسب الهدف والوظيفة المنوطة بنص اللغة الهدف، إذ يمكن أن يكون الهدف توصيلياً (تنوير القارئ) أو جمالياً (إمتاع القارئ) أو تعليمياً (تلقين القارئ).• وقد استخرج إيفيم إيتكيند E. Etkind ستة أنواع من الترجمات وهي1. الترجمة التبليغية• وتهدف إلى إعطاء القارئ فكرة عامة عن العمل الأصلي، تكون في الغالب على شكل نثري ودون المستوى الجمالي للأصل.2. الترجمة التأويلية• تتآلف فيها الترجمة مع الشرح والتحليل، لتصبح عاملاً مساعداً في الدراسات التاريخية والجمالية. بحيث تترك البقية لخيال القارئ ليعيد بناء القصيدة بناء على تأويله للترجمة بتحليلها وشروحها.3. الترجمة التلميحية• وهي ترجمة تسعى إلى إذكاء خيال القارئ لدرجة تمكّنه من استكمال المعنى المنقوص. كأن يقوم المترجم باحترام القافية في الأبيات الثلاثة أو الأربعة الأولى من القصيدة، ليأخذ بيد القارئ نحو اكتشاف الرنين الحقيقي للأصل.4. الترجمة التقريبية• وتتجلى عندما يكون المترجم مقتنعاً حتى قبل أن يهمّ بالعمل بأن ترجمته لن ترقى إلى المستوى المطلوب. وعادة ما يبدأها في المقدّمة بتقديم اعتذاره وتبرير إخفاقه.5. الترجمة الإبداعية• ويتم فيها إعادة خلق مجمل القصيدة مع المحافظة على بنيتها الأصلية. لكن ذلك لا يتم دون تضحيات، أو إضافات. وذروة نبوغ المترجم تكمن في قدرته على عدم تجاوز حدود الضرورة القصوى في تضحياته، وأن لا تتخطى إضافاته معالم العالم الجمالي للشاعر.6. الترجمة المقلّدة• وهي ترجمة تسعى إلى إنتاج قصيدة جديدة بلغة الوصل انطلاقاً من قصيدة بلغة الأصل. وبالتالي فليس من الضروري أن تكون للقصيدة الجديدة بنية مكافئة للأصل، ولا أن تحتوي على الصور الشعرية نفسها.بعد ذلك جرت قراءة ترجمة لقصيدة للشاعر الإنجليزي ديفيد روبرتز حملت عنوان ” رسالة من توني بلير للشعب العراقي” والتي كتبها الشاعر بعد أسبوع من الغزو البربري للعراق عام 2003 وهي مبنية على رسالة حقيقية حررها توني بلير محاولا فيها تبرير الغزو الوحشي والعدوان الأمريكي- البريطاني على العراق الذي قضى على كامل البنية التحتية في العراق. القصيدة من ترجمة الدكتور قاسم الأسدي ، وجاء فيها: أنظروا الى عينيّ، الصدق كل الصدق سترون. واستمعوا الى أكاذيبي الصادقة.وتمعنّوا في وجهي الملائكي، واصغوا فقط ، الى صوتي المخلص الصدوق. اريدكم أن تفهموا بأنّا، لمستقبلكم الزاهر عملنا. وبالحب الإلهي، لبلدكم دمّرنا. محررين، لا فاتحين جئنا. هنا ، لا بدّ لي من الإشارة بوضوح، بأن هدفنا السامي للشّر أن يروح. ويعيش العالم بأمن وأمان. لا تخشوا قنابلنا. فأهدافنا بدقة نصيب. سواء عن بعد، أو من مكان قريب. وحتى ان لم تتفوهوا بأي تهديدلأمريكا وبريطانيا ،بلدنا الحبيب، نحن نؤمن بأنكم شرّ أكيد وازالته عن دربنا نريد. دعوني أحدثكم هنا بصراحة. بأنكم تهديد عظيم. وأنّا على ازالته ذوي عزم وتصميم . ونحن لهذه الفرصة نغتنم. كي لا نندم، ولات حين مندم. وكلي ثقة بأنكم تقدّرونبأن لنا الحق كما ترون أن ننصّب من الحكّام من نهوى. ونغيّر أنظمة ، نحن لها كارهون. نغتال منهم من نشاء ولمصيركم لا محال نحن راسمون. الأن، وقد أضحى هدف الحرب واضحا. فنحن الأمل. ومعنا، من مخاوفكم تتخصلون. هل أطلعكم على سر؟ جيشكم قد أنتهى. هل تعلمون؟ لقد أبدناهم. ومن على وجه الأرض هم زائلون. فكيف وأنّى لهم أن يقاومون. لقد مدنناكم بالمساعدة التي أنتم لها تسعون. دمّرنا منازلكم. وقصفنا أعماركم. ولبنيتكم التحتية نحن مزلزلون. فأي مستقبل زاهر من دوننا، أنتم تتوقعون؟ ها قد أتيناكم، بالسلام والعدل ، وبديمقراطيتنا، قريبا ستحتفون. ولتتذكّروا دائما، بأننا لكم محررون، لا فاتحون. ومن هنا ، دعوني أوكد لكم. نحن، من دمّر تلفازكم. وخطوط هواتفكم نحن لها قاطعون. ولا حاجة لكم ، بالطاقة والماء، وألابنية ، والمنازل. فجميعها ، نحن لها مدمرّون. أرأيتم ما نحن صانعون؟ وتلك سحب الدخان التي ترون؟ ما هذه بحرب أبدا، بل الحرية التي، كما وعدناكم. نحن لها جالبون. أتمنى عليكم أن تدركون. مشافيكم قد أمتلأت، بقتلى الحب ، الذي نحن لكم هادون. . قتلناكم برفق، لنملأ أزقتكم ، بالموت والخراب ثمنا للأمل، الذي أهديناكموللحرية ، التي اليها تتوقون. أنظروأ؟ هذي صواريخنا، وقنابلنا العنقودية ، واليورانيوم المنضّب، كلّ، اليكم قادمون. لا تتعجبوّا؟ ولا تنصدموا؟ بل أتمنى عليكم، أن تفهموا، بأننا بها لكم مكائفون. ولحسن الحظ ، لا شيء مقدس عندنا. هذي حقيقة حربنا. ألم ومعاناة وموت ، كل ذلك ، لن يوقف عزمنا. اصرارنا. وهمّنا الأكيد، ودربنا الذي عنه لن نحيد، أن نبني لكم عراقكم الجديد. على المستقبل، لاداعي للقلق. فورّب الفلق، كل شيء سيعود، وشركاتنا للاعمار ستقود ، فجودوا علينا بنفطكم ، وأنتم أهل الكرم والجود. وفي النهاية. وقبل أن أضع القلم. أخبركم أن لا شيء/ بلا ثمن. فخلطة المستقبل البرّاقتدمير ،ورعب ،وفراق . والهدف السامي بلا جدل، تحرير العراق. ديفيد روبرتز 28 آذار 2003.وطالبَ الدكتور الأسدي المترجمين الشباب بضرورة الإعتزاز بوطنهم وبهويتهم وثقافتهم والحفاظ على عاداتهم وتقاليدهم التي كانت ولازالت هدفاً واضحاً للغرب. وبعدها عرض فلم آخر ضم آراء المشاركين في دورات الترجمة التطويرية ( القانونية والتعاقبية والفورية) التي نظمتها جمعيتنا مجانا بهدف تطوير ملكتهم الترجمية – وأشادوا بتلك الدورات وبالجهود الكبيرة التي بذلها التدريسيون في إنجاح تلك الدورات وتوجهوا بالشكر للجمعية وادارتها على توفير هذه الفرصة لهم. اختتم الحفل بتوزيع الشهادات التقديرية على الفائزين في مسابقة ترجمة الشعر والقصة القصيرة وكذلك على المشاركين في دورات الترجمة واللجان العلمية التي أشرفت على تحكيم النتاجات المشاركة.