اللغة العربية تحديات الحاضر وآفاق المستقبل
مؤتمر علمي محكم في جمعية المترجمين العراقيين
نظمت منصة الأكاديميات العراقيات للعلوم الإنسانية- وهي منصة أكاديمية ترأسها الأستاذ الدكتور منى عبد الصاحب العلوان وتضم في عضويتها أكاديميات ومترجمات وشاعرات وروائيات من العراق ومن مختلف البلدان العربية والعالم- نظمت بالتعاون مع جمعية المترجمين العراقيين صباح يوم أمس الخميس 10 نيسان 2025 مؤتمرها العلمي المحكم الأول لعام 2025 الذي حمل عنوان ” اللغة العربية تحديات الحاضر وآفاق المستقبل ” الذي عُقد أيضاً بالتعاون مع المنتدى العالمي للغة العربية في إسبانيا برئاسة الأديبة والمترجمة باهرة عبد اللطيف ومنظمة اليونسكو في العراق ودار المأمون للترجمة والنشر وبمشاركة قرابة 70 باحثا يقدمون بحوثهم في فعاليات هذا المؤتمر التي ستستمر ليومين. وخصص اليوم الأول للجلسات الحضورية فيما ستكون جلسات يوم الجمعة افتراضية.
شارك في اليوم الأول للمؤتمر، الذي حضره معالي رئيس المجمع العلمي العراقي الأستاذ الدكتور محمد حسين آل ياسين، والأستاذة إشراق عبد العادل مدير عام دار المأمون للترجمة والنشر- شارك باحثون من جامعات عراقية مختلفة من محافظات بغداد والبصرة والكوفة وكربلاء والموصل وصلاح الدين. أدار الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدكتور قاسم الأسدي. وألقيت في هذه الجلسة الافتتاحية كلمات الجهات المنظمة للمؤتمر وكذلك كلمتي المتحدثين الرئيسيين. واستمرت الجلسة الافتتاحية قرابة ساعة ونصف.
بدأت الجلسة الأولى بالوقوف دقيقة حداد على ارواح شهداء العراق من الجيش والشرطة والحشد الشعبي. ثم رحّب الدكتور قاسم الأسدي بالمشاركين وأثنى على الجهود الحثيثة التي بذلتها جميع الأطراف المنظمة للمؤتمر لا سيما منصة الأكاديميات العراقيات والمنتدى العالمي للغة العربية في الإعداد والتنظيم والتهيئة كي يرى هذا المؤتمر المهم النور.
بعد ذلك ألقى الأستاذ كاظم عبد الحسن رئيس جمعية المترجمين العراقيين كلمة ترحيبية بالضيوف هنأهم فيها على انعقاد مؤتمرهم العلمي المهم مذكرا بأهمية الحفاظ على اللغة العربية كونها لغة القرآن الكريم وضرورة تعزيزها وتحصينها ضد التحديات التي تواجهها. وأضاف الأستاذ كاظم عبد الحسن أن أهم تحدي تواجهه اللغة العربية هو منافسة اللغات الأجنبية لها وبالتالي يتحتم علينا رفع الوعي بهذا الخصوص.
ثم ألقى الدكتور قاسم الأسدي ورقة جمعية المترجمين العراقيين في المؤتمر شدد فيها على ضرورة تكاتف الجهود للوقوف بوجه التحديات التي تواجهها اللغة العربية والتي يقف في طليعتها العولمة والهيمنة اللغوية ووسائل التواصل الاجتماعي والتطور الرقمي والذكاء الاصطناعي وتطبيقاته.
وأضاف الأسدي ان حماية اللغة العربية ضد هذه التحديات واجب شرعي ووطني لأن اللغةُ العربيةُ هي لغةُ حضارةٍ غنيةٍ أسهمت في تطّورِ العلومِ والفلسفةِ خلالَ العصورِ الذهبيةِ للإسلام. فاضحت ليست مجردَ وسيلةَ تواصل، بل رمزٌ للهويةِ والانتماءِ، وتحملُ في طيّاتِها تاريخًا طويلًا من الإبداعِ والإسهامِ في الحضارةِ الإنسانيةِ فضلا عن كونها أهم وسيلة لمقاومة القوى الكبرى ومخططاتها التوسعية والوقوف بوجه محاولات السيطرة على مقدرات شعبنا. وتحدث الأسدي عن تعاون الجمعية مع المجمعِ العلمي العراقي والجهود الكبيرةً المشتركة التي بُذلت لإصدارِ عددٍ خاصٍ من مجلةِ ” أوراقٌ مجمعيةُ” التي يُصدرها المجمعُ العلمي خصصَ للترجمةِ بالكامل وحمَلَ عنوان ” أوراقٌ مجمعيةٌ تقرأُ العالمَ من طريقِ الترجمةِ.” وكان أحدُ الأبوابِ المهمةِ في هذا العددِ قد جاء بعنوان: الترجمةُ تقاومُ: قراءةٌ في كتابِ ” قصائدٌ أجنبيةٌ مناهضةٌ لحربِ الإبادةِ الجماعيةِ على غزة.”.
وأضاف الأسدي أنَ مواجهةَ هكذا تحديات تستدعي تعزيزَ التعليمِ باللغةِ العربيةِ وتطويرَ مناهجٍ تعليميةٍ تركزُ على الوعي الثقافي والسياسي وتشجيع الترجمةَ والنشر وتشجيعَ الإبداع في استخدامِ اللغةِ العربيةِ وتطويرَ مفرداتٍ جديدةٍ تناسبُ التطوراتِ الحديثةِ بدلاً من الاستعانةِ التلقائيةِ بالبدائلِ الأجنبية.
وأضاف حضور معالي رئيس المجمع العلمي العراقي الأستاذ الدكتور محمد حسين آل ياسين إلى هذا المؤتمر دعماً كبيراً وأعرب عن تمنياته بنجاح هذا المؤتمر والعمل بتوصياته. ومنحت جمعية المترجمين العراقيين شهادة تقديرية لمعالي رئيس المجمع العلمي العراقي تعبيراً عن امتنانها لمعاليه في دعم المؤتمر ودعم الحركة العلمية في العراق ودعمه للغة العربية بوجه الخصوص.
بعدها توجهت إلى المنصة الأستاذة القديرة الدكتورة منى العلوان رئيسة منصة الأكاديميات العراقيات ورئيسة هذا المؤتمر لإلقاء كلمتها التي أكدت فيها على حرص منصة الأكاديميات العراقيات وحرصها شخصيا على تنظيم هذا المؤتمر انطلاقا من إيمانها العميق بأهمية اللغة العربية باعتبارها الهوية الوطنية لنا جميعا. وأضافت العلوان انها بدأت بالتخطيط والتحضير والاعداد لهذا المؤتمر منذ شهر تشرين الأول عام 2024 هي وزميلاتها في منصة الأكاديميات العراقيات، التي يبلغ عدد اعضائها قرابة 400 اكاديمية من العراق والوطن العربي، وبدأت بالتواصل مع الجهات الساندة الأخرى – جمعية المترجمين والمنتدى العالمي للغة العربية واليونسكو ودار المأمون- واستمر عملها بلا توقف قرابة ستة أشهر أظهرت خلالها الدكتورة منى العلوان حرصا كبيرا وبذلت جهودا كبيرة جدا من اجل تنظيم المؤتمر وانجاحه تمثلت في وضع عنوان المؤتمر ومحاوره ودعوة الباحثين للمشاركة فيه واستلام ملخصات البحوث وإرسالها للمحكمين وتقويمها، لهو جهد يستحق الثناء والاعجاب. وشددت الدكتورة منى العلوان على ضرورة بذل أقصى الجهود الممكنة من أجل حماية اللغة العربية وتحصينها ضد التحديات التي تواجهها في ظل التطور الرقمي وتطبيقات الذكاء الاصطناعي. كما شددت على ضرورة أن يعمل الجميع على تنفيذ مخرجات هذا المؤتمر بجلستيه الحضورية والافتراضية لما لها من أهمية في الحفاظ على لغتنا العربية وهويتنا الثقافية وحضارتنا العريقة.
ثم جاء دور المنتدى العالمي للغة العربية في اسبانيا ممثلا بالأستاذة المثابرة باهرة عبد اللطيف التي القت كلمة متلفزة شددت فيها على ان الحفاظ على اللغة العربية هو اولوية كبرى. وأضافت الأستاذة باهرة بأن اللغة العربية حملت على أكتافها حضارة انسانية زاخرة بالعلم والفلسفة والفنون وأنها تواجه في هذا الوقت تحديات جسام. وطالبت الاستاذة باهرة بضرورة حماية اللغة العربية ضد انتشار اللهجات العامية والمفردات الدخيلة وشددت على أن الحفاظ على اللغة العربية لم يعد خيارا ثقافيا بل هو ضرورة وجودية ترتبط بمصيرنا كأمة.
ثم القى المتحدث الرئيسي الأول الدكتور مرتضى جواد باقر كلمة بعنوان ” الواقع اللغوي وجهود حماية اللغة العربية والحفاظ عليها”. وقال الدكتور مرتضى بأن الساحة الثقافية العربية تشهد منذ زمن بعيد الكثير من الحديث عن المخاوف على العربية من الاندثار وتقابلها دعوات وجهود فردية وجمعية لحمايتها والحافظ عليها. وأضاف بأن هذا الحديث وتلك الدعوات والجهود تثير السؤال عن مدى انسجامها مع الواقع الفعلي لاستخدامنا – نحن متكلمي العربية- لها. وتحري هذا الانسجام ومداه سيفتح الباب أمام مراجعة تلك الدعوات والجهود وبالتالي محاولات التخطيط اللغوي.
فيما القى المتحدث الرئيسي الثاني وهو الدكتور تحسين الشيخلي كلمة بعنوان ” مستقبل اللغة العربية في ظل الذكاء الاصطناعي ” القاها بالنيابة عنه الدكتور أحمد الكلابي. وسلط البحث الضوء على مستقبل اللغة العربية في ظل التطورات المتسارعة في مجالات الذكاء الاصطناعي ونماذج اللغة الكبيرة مركزا على دمج هندسة اللغة لتحقيق تفاعل أكثر دقة بين الإنسان والآلة. وأبرز الشيخلي في هذا البحث أهمية الاستفادة من التقنيات الذكية في تحليل النصوص وتوليد المحتوى مع ضرورة وجود تدخل بشري ( نموذج الإنسان في الحلقة) لضمان جودة النتائج والحفاظ على الهوية الثقافية. كما سلط الشيخلي الضوء على التحديات التي تواجه اللغة العربية من تعقيد بنيتها النحوية والصرفية وتعدد مستوياتها اللغوية بين الفصحى واللهجات إلى نقص البيانات الرقمية. وطالب الدكتور تحسين الشيخلي بتطوير نماذج ذكاء اصطناعي متخصصة تراعي خصوصيات اللغة العربية مما يعزز مكانتها في الفضاء الرقمي مع الحفاظ على هويتها الثقافية.
بعد ذلك بدأت فعاليات إلقاء البحوث التي قسمت إلى 4 جلسات كانت الجلسة الأولى بإدارة الدكتور المبدع سعد الحسني من جامعة الإسراء. وألقيت في هذه الجلسة 4 بحوث:
1- الاقتراض اللغوي في اللغة العربية للأستاذ الدكتور أحمد الكلابي من جامعة الكفيل النجف الأشرف.
2- ترجمة المصطلح التداولي في العربية بين الشيوع والصواب أ. هشام إبراهيم الخليفة من كلية الآداب الجامعة العراقية.
3- الوطن والهوية في الرواية العراقية. أ.د. عقيل عبد الحسين من كلية الآداب جامعة البصرة.
أ.د. إشراق سامي من جامعة البصرة.
4- نظرية الصفر اللغوية لتحسين قواعد اللغة العربية. أ.د. سناء البياتي- جامعة مالمو السويد.
أما الجلسة الثانية فكانت بإدارة ا. لمياء العاني من جامعة آشور والأستاذة أنعام نجم جابر من جامعة بغداد. وألقيت فيها البحوث الآتية:
1- استكشاف الدلالات ذات الخصائص الثقافية الصوفية في الترجمات الإنجليزية لقصاد الحلاّج في الحب الإلهي: دراسة تداولية. أ.م.د. عبد علي حمود السعيدي و أ.م.د. ساهرة موسى سلمان – وزارة التعليم العالي- مكتب مستشار الوزير.
2- أنماط سلوك الصوائت في اللفاظ الإنجليزية الدخيلة في اللهجة العراقية. د. أحمد حامد – كلية الحكمة الجامعة.
3- اللغة العربية الفصحى وأنساق العولمة أ.م.د. سهام السامرائي- جامعة سامراء كلية الآداب
4- الدراما التلفزيونية أداة ضرورية لتعزيز مكانة اللغة العربية. أ.د. هدى صلاح رشيد كلية التربية جامعة تكريت.
5- التثاقف الأدبي. أ.د. شاكر كتاب – جامعة أوروك.
فيما كانت الجلسة الثالثة من نصيب جمعية المترجمين العراقيين وأدارها أ. صادق ياور وفيها:
1- قراءة في قوانين اللغات في العراق. أ.د. حسن منديل علي – قسم اللغة العربية كلية التربية للبنات جامعة بغداد.
2- إشكالية المصطلح الإنجليزي Forensic Medicine وتداخلاته. أ.م.د. يونس عبد الله – جامعة نينوى الموصل.
3- دور الترجمة الآلية وتحليل النصوص بالذكاء الاصطناعي ف تعزيز اللغة العربية للناطقين بغيرها.
د. عماد محمد فرحان كلية الإمام الأعظم – الفلوجة
أ.م. د. رائد كريم مهيدي كلية الإمام الأعظم – الفلوجة.
4- مكانة اللغة العربية ودورها في النظام اللغوي الروسي ( الألفاظ المستعارة أنموذجاً).
أ.م. د. محمد القزاز- كلية اللغات جامعة الكوفة.
5- اللغة بوصفها مورداً: قراءة للحالة العراقية في ضوء السياسة والتخطيط اللغويين
أ.د. خالد خليل هويدي- كلية التربية ابن رشد
أما الجلسة الرابعة والأخيرة فكانت بإدارة د. ميساء جابر- و د. عذراء ناصر من جامعة بغداد وألفيت فيها البحوث الآتية:
1- اللغة والهوية بين الشكل والمضمون: دراسة تحفيزية.
أ.م. د. سلمان عباس عبد جامعة بغداد كلية العلوم الإسلامية
م.م. سحر عباس فاضل كلية الآداب جامعة آشور
2- أثر ترجمة مصطلحات الفكر الإداري الغربي على الفكر الإداري العربي
أ. زينب عبد اللطيف صالح- دار المأمون للترجمة والنشر
3- التراث مصدر الصورة في شعر بلند الحيدري
أ.م. د. وسن علي الزبيدي – وزارة التربية – مديرية تربية الكرخ- بغداد
4- صعوبة تدريس التعبير الكتابي لدى طلاب المرحلة المتوسطة من وجهة نظر المدرسين
أ.د. نوار سعيد جواد كلية العلوم الإسلامية – جامعة بغداد
أ.د. بشرى حنون محسن كلية العلوم الإسلامية – جامعة كربلاء.
وتنوعت موضوعات البحوث بين اللغة العربية والترجمة والرواية والشعر وعلم اللغة ونظرية الصفر والهوية والوطن وترجمة اللهجات العربية والأصوات وغيرها.
وفي نهاية اليوم الأول للمؤتمر وزعت الشهادات التقديرية على الحاضرين الذين أثنوا على حسن التنظيم والإدارة.
مبارك لمنصة الأكاديميات العراقيات ولجمعية المترجمين العراقيين والمنتدى العالمي للغة العربية ودار المأمون نجاح هذا المؤتمر المهم.






















