ضمن فعاليات مهرجان طائر الجنوب
وأربعينية الراحل حسب الشيخ جعفر،

يشكلّ حسب الشيخ جعفر في الأوساط الثقافية العربية ظاهرة شعرية جديدة.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نظمّت جمعية المترجمين العراقيين يوم أمس السبت 21-05-2021 مهرجاناً بعنوان ” طائر الجنوب الشاعر حسب الشيخ جعفر” الذي عقد بمناسبة أربعينية الراحل حسب الشيخ جعفر. أدار المهرجان الدكتور قاسم الأسدي رئيس جمعية المترجمين العراقيين. وحضر المهرجان أعضاء الهيئة الادارية لجمعية المترجمين العراقيين وجمع من أعضاء الهيئة العامة لجمعية المترجمين العراقيين بالاضافة إلى عائلة الشاعر حسب الشيخ جعفر: شقيقه الدكتور صاحب أبو جناح وولداه علي حسب الشيخ جعفر و محمد حسب الشيخ جعفر.
تضمن المهرجان فقرات متنوعة تضمنت عرض فلم قصير من إنتاج جمعية المترجمين العراقيين عن الراحل حسب الشيخ جعفر تناول حياته وأهم ميزات شعره ومساهمته في تعزيز الواقعين الشعري والترجمي في العالم العربي. كما شارك الحاضرون بالقاء بحوث تناولوا فيها دور الراحل حسب الشيخ جعفر في الحركة الشعرية في العراق والعالم العربي وكذلك دوره الكبير في الترجمة وبخاصة في ترجمة الشعر الروسي إلى اللغة العربية. وعدّه الحاضرون أول من وضع القاريء العربي في تماس مباشر مع الشعراء الروس.
وتحدث المدرس الدكتور محمد القزاز الذي حلَّ علينا ضيفاً عزيزا من كلية اللغات في جامعة الكوفة تحدث قائلاً ” أن طائر الجنوب الذي حلّق في الشعر العربي لعقود، شاعراً ومترجماً ومجدداً، أمدَ تجربة الشعر العربي عموما والعراقي خصوصا بالكثير من سمات التطور والتجديد وهو يمثل الانعطافة الثانية في حداثة الشعر الحديث بعد تجربة السياب دون ضجيج وتنظير وصخب لانه كان مفهوما بالقصيدة المخلصة للشعر والخالية من اي وظيفة الا وظيفة الشعر وهو من التجار النادرة التي تنتج للعشر فقط.
أما الباحثة زينب عبد اللطيف – رئيس مترجمين في دار المأمون للترجمة والنشر فقد ذكرت في مبحثها أن حسب الشيخ جعفر أصدر مجموعاته الأربع في حدود سبع سنوات : نخلة الله عام 1972 و الطائر الخشبي بعد عامين و زيارة السيدة السومرية وفي العام 1977 اصدر عبر الحائط في المرآة. وأضافت عبد اللطيف بأن صدور هذه المجموعات الأربع جاء بعد الموجة الحادة للتغيير في القصيدة العربية على يد السياب والبياتي ونازك الملائكة وبلند الحيدري، ولكن حسب الشيخ جعفر وضع بصمة جديدة لهذه القصيدة التي ارتبطت بهؤلاء الرواد – بصمته في ” التدوير” بشكل خاص في ” زيارة السيدة السومرية”. وبها أعطى النص حرية إيقاعية وحركية وتشكيلية على العكس من توزيع القصيدة على سطور محددة بحيث بدا النص افقيا رحباً متسعاً لنهر من التفعيلات المتلاحقة.
الأستاذ المساعد الدكتور ستار جبار راضي من قسم اللغة الفرنسية في الجامعة المستنصرية شاركنا بقصيدة من تأليفه رثى فيها الشاعر حسب الشيخ جعفر، قائلاً ” الشاعر مسكونا بجذوة الخلق فهو يخلق نفسه بالكلمات والكلمة كانت في البدء وتتشكل في التكوين الى آخر شظايا الروح ” لهذا لا أكتب رثاء للشاعر حسب الشيخ جعفر فالشاعر لا تمسكه الكلمات. يقول الدكتور ستار في مطلع قصيدته:
تنهكه الغربة في غرفته
يسترخي للثلج
مرتشفاً دفيء المنفى
أو للمنفى من دفىء الروح
يندس بين الاسطر ومختارات من كلمات
هي كل زاده.

مشارك آخر – عباس عزيز علي- تحدث عن لعبة حسب الشيخ جعفر التي أسماها ( الزمكنة) وكيفية القبض على الزمان والمكان – مقتبسا عن حسب الشيخ جعفر ان التدوير الشعري فتح له آفاق التواجد في أزمنة وأمكنة مختلفة في قصائده فإنتقل من القديم الى الحديث وبالعكس – ما أعطاه فرادة في السلوك التعبيري في القصيدة تمثل في التوغل في معطيات الماضي ومزجها في الحاضر أو التنقل من احداها صوب الاخرى .
المدرس إبتهاج عباس من كلية اللغات جامعة بغداد قدمت لنا تحليلا عن قصيدة زيارة السيدة السومرية ومكانة المرأة فيها. في حين تحدثت الباحثة هند الصفار عن المرأة في كتابات حسب الشيخ جعفر – رواية نينا بتروفنا من أيقظ الحسناء النائمة إنموذجا.

من بين فقرات الحفل الاخر كانت فقرة إزاحة الستار عن نصب للراحل حسب الشيخ جعفر من عمل النحات المبدع يوسف العقابي. وقد تكفلّت جمعية المترجمين العراقيين في عمل هذه النصب تخليداً لذكرى الشاعر وسيأخذ النصب مكانه في قاعة د. عناد غزوان إسماعيل. كما قدم الدكتور قاسم الأسدي درع الوفاء للراحل حسب الشيخ جعفر – تسلمه ولده علي حسب الشيخ جعفر- عرفاناُ بدور الشاعر الكبيرفي تعزيز واقع الترجمة والحركة الشعرية في العراق والعالم العربي.
بعدها فتح باب النقاش والمداخلات للحاضرين الذين أثروا المهرجان بمداخلاتهم القيمة.

وفي ختام المهرجان تم توزيع وسام مهرجان طائر الجنوب للسادة الباحثين وكذلك الشهادات التقديرية.