ندوة بعنوان ترجمات رباعيات الخيّام في ضوء نظرية فلاديمير نابوكوف للترجمة ” للمحاضر الدكتور قاسم الأسدي.

ترجمات رباعيات الخيّام في ضوء نظرية فلاديمير نابوكوف للترجمة. 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 
 نظّمت جمعية المترجمين العراقيين ندوة بعنوان ترجمات رباعيات الخيّام في ضوء نظرية فلاديمير نابوكوف للترجمة ” للمحاضر الدكتور قاسم الأسدي.
أدار الندوة الدكتور سعد فاضل فرج
 بدأ الدكتور الأسدي محاضرته بتقديم نبذة عن عمر الخياّم ورباعياته ومن ثم عرض فلم وثائقي قصير عن حياة الخيام وأهم أعماله ومنجزاته. 
 بعدها قدم المحاضر عرضا لنظرية نابوكوف للترجمة وأهم المتطلبات الواجب توافرها في المترجم الذي يروم التصدي لترجمة نص أدبي. 
ويقسّم نابوكوف المترجمين الى ثلاثة أنواع: 
• النوع الاول من المترجمين 
 المترجم الذي يرتكب أخطاء واضحه بسبب جهل أو معرفة خاطئه. وهذا ضعف انساني عادي بالامكان التماس العذر له. 
هناك نوعان: 
أ- معرفه غير كافيه باللغة الاجنبيه. 
ب- نقل التعابير التي يتسخدمها الكاتب بطريقة لم يكن في نيته قولها. 
المترجم الثاني
يعمد الى ترك المفردات والفقرات التي لا يبذل جهدا لفهمها. 
تظهر ترجمته غامضه بالنسبه للقراء. 
3- المترجم الثالث 
 • يقوم بتجميل العمل الادبي كي يتماشى مع ذائقة ورغبات القراء ما يوثر في النص الاصلي. هذه جريمه توجب العقاب. 
 وعن المتطلبات التي يجب على المترجم تلبيتها ، ذكر الدكتور الأسدي أن نابوكوف يضع مجموعة شروط أهما: 
• 1 – موهبه أكبر أو مساويه لموهبة كاتب النص. 
• 2- معرفه تامه باللغتين والحضارتين. 
3 – على درايه بجميع تفاصيل طريقة واسلوب الكاتب والخلفيه الثقافية والاجتماعيه والتاريخ. 
• 44- يتملك موهبة التقليد وتقمص شخصية الكاتب.

ومن ثم عرّج المحاضر على طريقتي نابوكوف في الترجمة وهما: 
• Domesticated ألاهلنه 
• Foreignized الأعجمة 
التوطين والتغريب. 
مضيفا ، بأن الأهلنة توجب تكييف النص الاجنبي الى لغة وثقافة وقيم النص الهدف. 
 وهنا يجب على المترجم ازالة كل ما هو أجنبي وبناء نص مألوف وسهل التعرف عليه من قبل قاريء النص الهدف وجعله ملائما للابعاد اللغويه والثقافيه للنص الهدف. 
وعن التغريب في الترجمه ، أضاف الدكتور الأسدي بأنها: 
• ترى من النص الأصل لوحده الحقيقة الموضوعيه للعمل الادبي. 
• – الهدف الاول هو نقل الفكره الاصليه كما هي قدر الامكان، دون اية تاويلات أو تفسيرات  او تعديلات اضافيه. 
 • يتوقع من المترجم الحفاظ على الهويه الاجنبيه للنص الاصل- اي الابقاء على الاختلافات اللغويه والحضاريه بين النصيين. 
 كما أن ألاهلنه : طبيعيه أكثر وسهلة الفهم لانها تقرأ على انه نص أصلي في حين أن الأعجمه تقدم اللغة الاجنبيه وثقافتها ولذلك تتطلب مستوى معين من المعرفه ببيئة النص الهدف الثقافيه. 
وعن ابرز الترجمات العربية لرباعيات الخيّام ذكر الأسدي بان هناك أكثر من 577 ترجمة للرباعيات منها على سبيل المثال لا الحصر الترجمات التي قام بها كل من: 
 • احمد الصافي النجفي (ترجمة شعرية عن الفارسية), احمد رامي (ترجمة شعرية عن الفارسية), جميل صدقي الزهاوي (ترجمة نثرية عن الفارسية), احمد الصراف (ترجمة نثرية), عبدالحق فاضل (ترجمة شعرية), د. احمد زكي ابو شادي (ترجمة شعرية عن الانجليزية), د. محمد غنيمي هلال (ترجمة مختارات نثرية عن الفارسية
 • نقلها الى العربية, بتصرف, وديع البستاني, على شكل سباعيات, من اللغة الانجليزية, عن فيتزجيرالد, وابتعد بها عن الاصل, ومنذ ذلك الحين شهدت الرباعيات عشر ترجمات الى اللغة العربية, منقولة عن اللغتين الانجليزية والفارسية, انجزها كل من: 
محمد السباعي, محمد الهاشمي,)
 وقدم المحاضر نبذة عن ترجمتي الصافي النجفي وأحمد رامي اللتان تعدان من أبرز ترجمات رباعيات الخيام – اذ ذكر المحاضر بأن : 
• 1- النّجفي كان أول الخمسة (77) الذين أدرجوا الرباعيّات الفارسيّة جنباً إلى جنب مع ترجماتها العربيّة «ليسهل على العارفين باللغتين (العربيّة والفارسيّة) المقايسة بين الأصل والتّعريب»
• 2-  آثر الصّافي أن يورد في مقدمة الطبعة الأولى من ترجمته أكثر شهادات الإيرانيين وتقريظات مجلاتهم الأدبيّة وصحفهم فيها، وأن يوشيها، أيضاً، برسالة العلاّمة القزويني إليه (وهي بالفارسيّة) مقرونة بترجمته لها بالعربيّة،
• 3- ومن ميزات ترجمة الصّافي أنّه ذكر الأصل الفارسي الذي اعتمده في الترجمة.
 • أما عن ترجمة أحمد رامي فقال بأن أحمد رامي استخدم نابوكوف طريقة ألاهلنه في ترجمته لعمل الرباعيات وقام بألفنة النص الاصلي جذريا. 
 • وعن كيفية تحقيق أحمد رامي لذلك ، قدم الضيف شرحا لأهم الأساليب التي استخدمها رامي لتحقيق أهلنة النص منها: 
• 1- اختيار مفردات وتعابير  تحاكي عاطفة القاريء وخياله. 
• 3- استراتيجية التوطين أو الموضعه – أي- الاشاره بقوه الى ثقافة النص الهدف. 
• 33- ازالة كل تعرف ممكن بمحتوى اللغه والثقافه المختلفه. 
 وعن تأثير ذلك في القاريء- قال الدكتور الأسدي بأن رامي تمكّن من منح القاريء والمستمع شعورا بالالفة مع الرباعيات وكذلك مكنهّ من دخول عالم الخيّام الرائع والتوحد مع شخصيات رباعياته. 
وعن أهم الترجمات الى اللغات الاجنبية ذكر منها: 
• English الأنكليزية
• 1- Arthur Arbery, Omar Khayyam
• 2- Bower J.C. a New Selection from the Rubaiyat
• 4- Avery Peter, The Rubaiyat 
• 5- Edward Fitzgerald 1809-1883
• German الالمانية 
• 1- Adolf Friedrich Von Schack (1815-1894)
• 2- Friedrich Martinus Von Bodenstedt (1819-1892)
• French 
• 1- J.B. Nicholas (interpreter at the French Embassy in persia 1867
• 2- Franz Toussaint 1879-1955
• (based on Fitzgerald)
• Russian الروسية 
• 1- Vasily Velichko 1891
• 2- Osip Rumer 1914 (Fitzgerald)
• 3- German Plisetsky
واضاف الأسدي بأنه : 
• باستثناء نيقولاس فرانس توسان، فان أغلب الترجمات الفرنسية عبارة عن ترجمة لفيتزجيرالد. 
• الالمانية 1881 و 1887  فقط بعض المقاطع مشابهه لفيتزجيرالد.

بعد ذلك تم عرض نصوص مقارنة من الانكليزية والفرنسية والالمانية والروسية لمختارات من رباعيات الخيام. 
وسلّط الدكتور الأسدي الضوء على الترجمات الروسية الذي ذكر بأن بعضها أضفت صبغة سوفيتية على النص الهدف في محاولات لربطها بالواقع السوفيتي . مثال على ذلك ترجمة بليسيتسكي الذي حاول أن يجعل من الخيام مقاتلا في العهد السوفيتي. ثم تحدث المحاضر عن عشق الروس للخيّام والتصاق الروس بالحضارة الشرقية وهو أمر لا جدال فيه ، مقدما مثلا عن عشق الروس للألف ليلة وليلة. و للخيام نصيب أيضا وهذه المرة على أعلى المستويات – اذ تحدث المحاضر عن علاقة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعمر الخياّم. 
• . فلاديمير بوتين والخيام 
في عام 2007 – وفي لقاء السنوي مع الصحافة، سأله أحد مراسلي كومسولسكيا برافدا عن الاوقات التي يكون فيها متعّكر المزاج فأجاب بوتين بأنه كالأخرين من الشعب الروسي يتعكر مزاجه ولكن العلاج بالنسبة اليه هو يكمن في استشارة كلبه «كوني» وايضا في الكتاب الذي أهدته اياه زوجته وهو رباعيات عمر الخيام
وقد اقتبس بوتين عن ترجمة بليسيتسكي هذا المقطع وقرأه أمام الصحافة: 
• لا تشغل البال بماضي الزمان 
• ولا بآتي العيش قبل الأوان 
• وأغنم من الحاضر لذاته 
• فليس في طبع الليالي الأمان 
وأضاف الدكتور الأسدي بأن حديث بوتين عن الخيّام دفع الصحافة والمواطنين في مدن روسيا و في بلدان الاتحاد السوفيتي السابق للتسابق على اعمال عمر الخيام- في قازان وطاجكستان ويكاتيرينبورغ وغيرها. فظهرت اصدارات جديدة بشكل اقراص مدمجة واعيد طبع ترجمة بليسيتسكي. 
وفي الختام استعرض المحاضر أهم الطرق التي لجأ اليها مترجمو الخياّم: 
1- جي بي نيقولاس الفرنسي لم يسع لتغريب النص. 
2- المترجمون الألمان اعتمدوا على فيتزجيرالد في ترجمته. 
3– الروس: 
• توطين: أحاطوا النص المترجم بصبغة سوفيتية. 
• – والاخرون عملوا على نقل جمالية النص الاصل وشعريته. 
4- – فيتزجيرالد: تصرف بالنص لاسباب جمالية النص الشعري بالاضافة الى امور اخرى فكرية. 
5- رامي : هو الأخر تصرف بالنص لمداعبة ذائقة القاريء. 
6- الصافي: أجتهد لنقل النص الاصلي ونقل الرسالة التي أراده الخيام في المراحل الثلاث من رباعياته: الانغماس واللهو والصحوة ومن ثم التوبة. 
وكان مسك الختام مقطعا من رائعة رامي على لسان كوكب الشرق أم كلثوم. 
ثم فتح باب النقاش للحاضرين الذين أثنوا على المحاضرة وأغنوا الندوة بمداخلاتهم القيمّة.