ندوة بعنوان ” تسخير الترجمة في خدمة الاهداف السياسية– الخطاب الاسراىيلي انموذجا ” ضيّفت فيها عضوي جمعيتنا المحاضرين الكريمين الأستاذ المساعد الدكتور رحيم الخزاعي والأستاذ المساعد الدكتور جاسم العتبي.

تسخير الترجمة في خدمة الاهداف السياسية– الخطاب الاسرائيلي انموذجا

 
عقدت جمعية المترجمين العراقيين يوم أمس السبت 9-3-2019  ندوة بعنوان ” تسخير الترجمة في خدمة الاهداف السياسية– الخطاب الاسراىيلي انموذجا ” ضيّفت فيها عضوي جمعيتنا المحاضرين الكريمين الأستاذ المساعد الدكتور رحيم الخزاعي والأستاذ المساعد الدكتور جاسم العتبي. 
 أدار الندوة السيد كاظم عبد الحسن نائب رئيس الجمعية الذي أفتتح الندوة بالترحيب بالضيوف الكرام ومن ثم تقديم السيرة الذاتية للمحاضرين الكريمين. 
 استهل الندوة الأستاذ المساعد الدكتور جاس العتبي بالحديث عن دور الترجمة في تحقيق الأهداف والأجندات السياسية التي تتبناها الدول. وأضاف الدكتور العتبي بأن علم الترجمة يحتل حيزا واسعا في نقل الثقاقات والعلوم بمختلف انواعها الى مختلف الامم والشعوب والهدف من ذلك هو التواصل بين الحضارات والثقافات المختلفه ليشكل في نهاية المطاف ثروة علميه وثقافيه تدخل في نمو المجتمعات والوصول بها الى تحقيق اهدافها في رقي الانسان الذي يشكل القاعدة الرصينه لتطور البشريه .
 وأستطرد الضيف الكريم بأنه ونتيجة لهذا التطور الذي حصل في ميدان الترجمه انطلقت سياسات الدول لغرض تسخير الترجمه في خدمة اهدافها السياسيه ولهذا الغرض اسست الكثير من مراكز البحوث والترجمه لمحاكاة الاخر ومحاولة التاثير على المتلقي من اجل سحبه الى ساحتها ومن ثم التاثير عليه لتحقيق الهدف المراد تحقيقه. وقد قدم الضيف الكريم أمثلة على السبل التي انتهجتها إسرائيل في هذا المضمون لتحقيق أهدافها وغاياتها. 
 ثم انتقل الحديث الى الأستاذ المساعد الدكتور رحيم الخزاعي الذي أيد ما جاء به زميله العتبي – مضيفا بأنه ونتيجة الصراع العربي الاسرائيلي منذ عشرات السنيين التقطت اسرائيل هذة الميزه الكبيرة التي توفرها الترجمه لغرض الوصول الى المتلقي العربي والتاثير على افكارة وزعزة معنوياته من خلال بث التقارير والاخبار والقصص المفبركه لكي تبعده عن الهدف الذي يحارب به الفكر الصهيوني .
 وأضاف الحزاعي قائلا ” من هنا اسست اسرائيل العديد من مراكز البحوث والترجمه هدفها ترجمة التقارير ونشرات الاخبار من اللغه العبريه الى اللغه العربيه وبثها في القنوات التلفزيونيه والمحطات الاذاعيه الموجهه الى المحيط العربي وكذلك لدول المنطقه – مضيفا أنه بعد التطور الذي حصل في مجال التكنلوجيا الحديثه وظهور الانترنيتت والقنوات الفضائيه ومن ثم شبكات التواصل الاجتماعي سعت اسرائيل الى استثمار تلك الثورة التكنلوجيه لمصلحتها فأسست الكثير من القنوات الفضائيه الناطقه باللغه العربيه والموجهه الى المحيط العربي لتصدير خطابها السياسيي الذي يحمل افكارها والتي من خلالها تجعل المنطقه تعيش في اجواء ملبده بالغيوم السياسيه التي تنذر بخلق شتى الازمات وتجعل المنطقه تعيش تحت صفيح ساخن في مقابل ضمان تمدد اسرائيل وتثبيت وجودها .” 
وأضاف الدكتور رحيم بأن إسرائيل لم تقف عند هذا الحد – فقد قامت في السنوات والاشهر الماضيه بفتح سفارات رقمية افتراضية من خلال انشاء عدد من صفحات التواصل الاجتماعي الموجهه الى العرب وكذلك الصفحات الموجهه االى العراق وايران حيث اهتمت الحكومه الاسرائيليه ومن خلال وزارة الخارجيه بهذة الصفحات التي تعمل على نشر التقارير والاخبار والصور الموجهه بهدف تمهيد الأرضية المناسبة للتاثير على المتلقي وتهيئته للتطبيع في قابل الايام وبهذا الاسلوب تريد الوصول الى المحيط العربي الشعبي ودغدغة عواطفه من جهه ومن جهه اخرى تريد ابعاد الحكومات العربيه عن الحرج مع شعوبها ومنها من يريد التطبيع وخائف من شارعه الجماهيري .ثم قال الضيف الكريم بأن تلك الصفحات كذلك عملت تلك الصفحات بالترويج الى السياسة الاسرائيليه واظهارها امام المتلقي العربي وخصوصا فئات الشباب بانها تعمل من اجل حقوق الانسان ومساعدة الشعوب في شتى الازمات .
وقد أستعرض الضيفان الكريمان في ندوتنا دور الترجمه في انتاج خطاب سياسي اسرائيلي موجه الى العراق ودول المنطقه والوقوف على الاساليب التي اتبعتها اسرائيل في استثمار مراكز الترجمه لتحقيق اهدافها لا سيما في منطقة الشرق الاوسط والاحداث السياسيه والاجتماعيه في العراق وسوريا وايران ودول الخليج العربي. 
ثم فتح باب النقاش للحاضرين الذين أغنوا الندوة بمداخلاتهم القيّمة وشكروا المحاضرين الكريمين على طرح هذا الموضوع المهم. كما أثنى الحضور على جمعية المترجمين العراقيين التي تحرص على عقد ندوات وفعاليات متنوعة وفي مختلف المجالات.